عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خرج ثلاثة فيمن كان قبلهم يرتادون لاهلهم فاصابتهم السماء(1) فلجؤوا الى غار فوقعت عليهم صخره فقال بعضهم لبعض عفا الاثر(2) ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم الا الله فادعوا الله باوثق اعمالكم .
فقال احدهم :اللهم ان كنت تعلم انه كانت امراة تعجبني فطلبتها فابت علي فجعلت لها جعلا (3)فلما قربت نفسها تركتها فان كنت تعلم انى انما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشيتك فافرج عنا فزال ثلث الحجر.
وقال الاخر : اللهم ان كنت تعلم انه كان لي والدان وكنت اطلب لهما في انائهما فاذا اتيتهما وهما نائمان قمت حتى يستيقظا فاذا شربا فان كنت تعلم اني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر .
وقال الثالث : اللهم ان كنت تعلم اني استاجرت اجيرا يوما فعمل الي نصف النهار فاعطيته اجرا فسخطه(4) ولم ياخده فثمرتها عليه حتى صار ذلك المال
ثم جاء يطلب اجره, قلت: خذ هذا كله ولو شئت لم اعطه الا اجره الاول فان كنت تعلم اني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال الحجر وخرجوا يتماشون , رواه ابن حبان والبخاري ومسلم.
المعاني
1_امطرت عليهم
2_لن يظهر لهم اثر
3_مبلغا من المال معلوم
4_لم يرضى به
وفي هذا الحديث ترى كيف ان الذي ترك ارتكاب المعصيه مخافة من الله اكرمه الله تعالى والثاني الذي كان يحلب لوالديه فاذا راهما نائمين انتظر بالاناء حتى يستيقظا ولم يزعجهما ليشربا وفضلهما على ابنائه كما جاء في لفظ اخر للحديث ,استجابه الله لدعائه, والثالث الذي احتفظ للعامل باجره ةتاجر له فيه حتى نما وزاد فلما جاء يطلب اجره اعطاه المال بزياده ونموه فكانت النجاة واجابة الدعاء دليل رضا الله تعالى عنهم.
ومن الجميل والعظيم فضل الخوف من الله نجد هذا الحديث يبشرنا بالامن يوم القيامه , فعن ابي هريره رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((يقول الله عز وجل وعزتي لا اجمع على عبدي خوفين وامنين اذا خافني في الدنيا امنته يوم القيامه واذا امنني في الدنيا اخفته في الاخره ))رواه ابن حبان.
هؤلائ الثلاثه لم يخشوا احدا الا الله فالعمل كله كان سرا ولم يدر بنيتهم الا الدي خلقهم خشوا الله وستحيوا منه وكانت قد تهيلت لهم الاسباب لان يعصوا الله تعالى .
الاول : ان يزني وكان ستر عن الناس .
الثاني :كان يستطيع ان يسقي اولاده حتى يستيقظ والده ولن يدري احد ولن يعرف والده .
والثالث : كان يستطيع ان يعطي الاجير اجره الذي يستحقه فقط ولكن كان الحياء منهم لله المطلع السميع البصير .
فكانوا مع الله وكان الله معهم .
انقذهم وامنهم من خوفهم في مكان لا يدري احد عنهم شيئا.
فاعرف الله في الرخاء يعرفك في الشده.
اللهم وفقنا لصالح الاعمال واتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه وقنا عذاب النار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين
برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.